Search This Blog

الأحد، 12 مارس 2023

أسماء الله الحسنى




إن الفهم العميق لأسماء الله الحسنى جعله الله تعالى سببا لفهم القرآن الكريم، وفهمه والعمل به سبب النجاة في الدنيا والآخرة، ومعرفة أسماء الله الحسنى سبب لتعظيم الله المنجي من عذاب الله ، ومعرفة أسماء الله الحسنى سبب للتحرر من سيطرة العباد وقهرهم، ومعرفة أسماء الله الحسنى باعث قوي على التوبة التصوح، التي هي سبب لسعادة الدارين، وهذا ما سأعالجه في هذا التمهيد للكتاب.

أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

ا إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة 

يتضح من هذا الحديث أن اصل الدين معرفته، فمستحيل أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تحبه ثم لا تطيعه، وأن تطيعه ثم لا تسعد بقربه، في الدنيا والآخرة.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : من أحصاها،  فالإحصاء يختلف عن العد، لقوله تعالى :

< لقد أحصاهم وعدهم عدا>

[ سورة مريم : الآية ٩٤]


فمن أحصاها فقد استوفاها، أي أنه لا يقتصر على بعضها، لكن يدعو الله بها كلها، ويثني عليه بجميعها، فيستوجب الجنة

أو من أطاق القيام بحق هذه الأسماء، والعمل بمقتضاها، وهو أن يعقل معانيها، فيلزم نفسه بواجبها. 

ومن معاني  أحصاها : أنه عرفها على وجه التفصيل، لأن العارف بها لا يكون إلا مؤمنا، والمؤمن يدخل الجنة.

وقيل : احصاها يريد بها وجه الله وإعظامه، 

وقيل : معنى احصاها : عمل بها، 

فاذا قال -الحكيم - مثلا سلم لله في جميع أوامره ، وفي جميع أفعاله لأن جميعها مقتضاها الحكمة، 

وإذا قيل  -القدوس - استحضر كونه منزها عن جميع ما لا يليق بجلاله. 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Recent Posts

Recent Updates

Recent Comments