Search This Blog

الاثنين، 3 أبريل 2023

عليها تسعة عشر 19


[س/ ] هل ذكر هذا العدد في القرآن ؟ الجواب : نعم ، لقد ورد هذا العدد مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في الآية 30 من سورة (المدثر) وهي قوله تعالى : {عليها تسعة عشر} . وذلك في مقطع من الآيات التي تحكي قصة إحدى شخصيات المشركين المرموقة وهي (الوليد بن المغيرة) والذي عرضت عليه الهداية من النبي (صلى الله عليه واله) فأعرض عنها. وقد أوردت قصته بالتفصيل في الصفحة 96 من الفصل الثالث . وهذا هو مقطع الآيات ، يقول تعالى جل من قائل :

{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ* كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدثر: 11- 30].

نجد في هذه الآيات ذكر من لم يتقبل آيات الله .. لقد فكر كثيراً في آيات الله حين تليت عليه، ونظر في رسالة الله التي وضعت بين يديه، ولكنه عوضاً عن الإيمان بها، جحدها وأعرض عنها، وقال: إن القرآن من قول البشر، وإنه سحر يؤثر. هذا الإنسان المنكر الجاحد الكافر المعاند سيكون عذابه يوم القيامة تحت إشراف الـ (19).

لقد فسر الأقدمون الآية {عليها تسعة عشر} بأنهم زبانية جهنم وعددهم (19) ، وهم الموكلون بحراسة جهنم والقيام بأمرها.

إلا أن الدكتور خليفة يقدم المقدمة التالية، المؤلفة من ثلاث نقاط، للوصول إلى معنى جديد لهذه الآية، فيقول :

1) للوهلة الاولى يظن القارئ أن (تسعة عشر) هو عدد زبانية جهنم ، ولكن بعد قراءة الآية التالية لها، نجد أن القرآن يؤكد فيها على أن عدد زبانية جهنم هو عدد مجهول لا يعرفه احد، وذلك في قوله تعالى : {ما يعلم جنود ربك إلا هو} ، فالعدد (19) ليس عددهم . يقول تعالى في الآية 31 من سورة (المدثر) :

{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } [المدثر: 31].

فهذا العدد (19) جعله الله فتنة ــ أي امتحاناً وحجة ــ على من يقول بأن القرآن من صنع البشر ، وليستيقن أهل الكتاب بأن القرآن كتاب منزل من عند الله ، وليزداد إيمان المؤمنين به وهم المسلمون. والجزء الأخير من الآية يؤكد لنا أن الله وحده يعلم عدد زبانية جهنم ... إذن فالعدد (19) ليس هو عدد زبانية جهنم.

2) إذا تابعنا تسلسل نزول القرآن من بدء الوحي، نجد ان أول ما نزل من القرآن هو سورة العلق ورقمها في القرآن ابتداء من آخره (19) وعدد آياتها 19 آية ، ومطلعها {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.

ثم نزل مقطع من سورة القلم التي مطلعها (ن * والقلم وما يسطرون) 19 آية . ثم نزل مقطع من اول سورة المزمل 19 آية. ثم نزل المقطع الآنف الذكر من سورة المدثر وعدد آياته 19 آية ، وآخرها قوله تعالى : {عليها تسعة عشر}.

وبعد هذه المقاطع الأربعة نزلت سورة الفاتحة التي مطلعها : (بسم الله الرحمن الرحيم) التي تحوي 19 حرفاً ، والتي هي أعظم آية في القرآن ، تتوج أعظم سورة من القرآن ، وأول سورة كاملة نزلت منه.

3) إن هذه الحقائق السابقة كافية للدلالة على أن آية البسملة هي المقصودة بقوله (عليها تسعة عشر) أي ان التسعة عشر ما هي إلا حروف البسملة التسعة عشر ، التي جعل الله فيها هذه المعجزة المدهشة : معجزة الـ (19) .

ونكون بذلك قد أمسكنا بأول خيوط هذه المعجزة العددي في القرآن ، إذ أنها... لا تقتصر على البسملة وما حوته من أسماء.

-منقول-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Recent Posts

Recent Updates

Recent Comments