Search This Blog

الأحد، 7 مايو 2023

#Shorts 051 دعاء من كانت له إلى الله حاجة


يلجأ المسلمون إلى ربّ العالمين في السرّاء والضرّاء، بالدّعاء والتضرّع ليلًا ونهارًا، وفي جميع الأوقات، ليزيل عنهم همومهم، وأوجاعهم، وبعض الكروب التي قد يمرّ بها أي شخص منّا في مرحلة من حياتنا، كأن يدعو الله بالشّفاء من الأمراض أو الخلاص من مصيبة حلت به، كضيق الحال أو ما شابه، كما يتوسّل البعض الآخر لله تعالى لتحقيق بعض الأماني والأحلام المتأخرة عليهم، كأن يدعو بتوسعة الرّزق، أو الزّواج، أو الإنجاب، أو العمل، وغيرها.

الدّعاء أساس العبادات، وللمسلم أن يدعو الله عزّ وجلّ بما يشاء من خيري الدّنيا والآخر، ممّا يجوز ويحلّ الدّعاء به، وعليه أن يأخذ بأسباب القبول للدعاء، ومن ذلك أن يتوسّل بين يدي الله عزّ وجلّ، ويطلب منه، ويثني على الله عزّ وجلّ، ويصلي على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، أنّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ دعوة ذي النّون إذ هو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فإنّه لم يدع بها مسلم ربّه في شيء قطّ إلا استجاب له“.

من الأدعية المأثورة كذلك، والذي يسمّى بـ دعاء الحاجة، ما رواه الترمذي وابن ماجه عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضّأ، وليحسن لوضوء، ثمّ ليصل ركعتين، ثمّ ليثن على الله عزّ وجلّ، وليصلّ على النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين “.


شروط إجابة الدعاء
الإنسان المسلم إذا ما دعا الله عزّ وجلّ وقد استكمل جميع شروط إجابة الدّعاء، وقد انتفت عنه موانع الإجابة، فإنّ الله سبحانه وتعالى سيجيب دعوته، وذلك إمّا عاجلًا في الحياة الدّنيا، وإمّا أن يدخر له حسنات في مقابل دعوته، أو يصرف الله عنه السّوء مثل دعوته، وقد دلت على ذلك نصوص الشّرع، حيث قال سبحانه وتعالى: “ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون “، البقرة/186، وقال سبحانه وتعالى: “ وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم “، غافر/60.


وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنّ النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإمّا أن يدخرها في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها، قالوا: إذا نكثر قال: الله أكثر “، رواه أحمد والحاكم.

وأمّا شروط إجابة الدّعاء وموانع إجابته فهي ملخّصة في قوله سبحانه وتعالى: “ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي “، فإنّ الإنسان المسلم متى استجاب لأوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه، وصدّق وآمن بوعده، فإنّ شروط استجابة الدّعاء قد تحقّقت له، وانتفت عنه موانع إجابة الدّعاء، والله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده، وعلى الإنسان أن لا يستحسر عند الدّعاء، وأن لا يستعجل الإجابة، لأنّ ذلك من موانع الإجابة، كما جاء في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ لا يزال يستجاب للعبدما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر ويدع الدّعاء “.


وفي المسند والسنن عن بريدة قال: سمع النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- رجلًا يقول: “ اللهم إنّي أسالك بأنّي أشهد أنّك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤًا أحد، فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: “ والذي نفس محمد بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب “.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Recent Posts

Recent Updates

Recent Comments